أوصت إرشادات جديدة خاصة بتقييم وعلاج أمراض القلب المستقرة stable heart disease، بأن العلاج بالتدخل الجراحي قد لا يكون ضروريا في كل الحالات؛ فقد توصل فريق عمل مشترك من كل من الكلية الأميركية لأمراض القلب، وجمعية القلب الأميركية، بالإضافة لخمس جمعيات طبية أخرى إلى تعليمات إرشادية تم نشرها في دورية الكلية الأميركية لأمراض القلب يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) عام 2012.
* الدواء قبل الجراحة
* في الماضي كان يتم نصح الكثيرين ممن يعانون من مرض قلب مستقر بالخضوع لعملية جراحية، مثل جراحة القلب المفتوح أو القسطرة، أملا في أن تقلل من احتمالات تعرضهم لأزمة قلبية في المستقبل، ثم ظهرت الإرشادات الجديدة لتوضح معلومات جديدة تشير إلى أن هذا الأمر ليس صحيحا بوجه عام.
يذكر أن الإرشادات الجديدة تؤكد في الوقت نفسه على أهمية التدخل الجراحي حينما يكون مرض القلب غير مستقر.
تشير العشرات من الأبحاث إلى أن معظم من ليست لديهم أعراض خطيرة أو المعرضين للإصابة بالأزمات القلبية، لا يحتاجون إلى أي تدخل جراحي بجانب العلاج الطبي الجيد؛ حيث يقول الدكتور ريتشارد لي، المحرر المشارك لـ«رسالة هارفارد للقلب»: «من ناحية أخرى، عندما يتسارع معدل ظهور الأعراض فجأة، أو تظهر مؤشرات أخرى توضح أن الشخص عرضة للإصابة بنوبة قلبية، فإننا بحاجة إلى القيام بشيء حيال ذلك».
حالات المرضى يكون المرضى الذين يعانون من مرض قلب مستقر أقل عرضة للإصابة بأزمة قلبية في الحالات التالية:
* عندما يتجاوز عمرهم السبعين.
* عندما يمكن التنبؤ بحدوث آلام في الصدر جراء أي جهد مبذول وتستمر لأقل من عشرين دقيقة أو حتى عندما لا تتسارع تلك الآلام.
* عندما يكون رسم القلب طبيعيا أو لم يطرأ عليه أدنى تغير.
* عندما لا تكون هناك مؤشرات في الدم تؤكد الإصابة بأي أزمة قلبية.
ترسبات الأوعية الدموية لا يتكون الكولسترول ببساطة على سطح جدار الشريان، بل يخترق الكولسترول منخفض الكثافة LDL cholesterol جدار الشريان.
وعندها تقوم الخلايا المناعية الضامة (البلعمية أو البالعة) macrophages بالدفاع عبر التخلص من الكولسترول منخفض الكثافة. وتصبح هذه الخلايا البالعة خلايا رغوية مكونة سلاسل من اللويحات الدهنية بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى التهاب في جدار الشريان. وبهذا يتشكل غطاء ليفي على الجزء العلوي من اللويحة. وتحمل اللويحات المستقرة غطاء صلبا.
من ناحية أخرى، فإن الالتهاب داخل بعض اللويحات يكون بسيطا، وتصبح صلبة مثل الجلود، وبالتالي تكون أقل عرضة للتمزق؛ حيث تنمو ببطء على جدار الشريان. ولا تتسبب اللويحات المستقرة في أي أعراض أو قد تؤدي إلى أعراض مستقرة، مثل الشعور بآلام بسيطة في الصدر كلما صعد المريض ثلاث درجات من السلم. ولن يحد اللجوء إلى التدخل الجراحي في مثل هذه الحالات من خطر الإصابة بنوبة قلبية، ولكنه قد يساعد الشخص في أداء أنشطته اليومية المعتادة دون مشقة.
وتزداد الأعراض المستقرة في بعض الأحيان سوءا بمرور الوقت. على سبيل المثال، ربما يزداد الشعور بآلام الصدر بعد صعود درجتين من السلم فقط، وبعد فترة قصيرة تبدأ في الشعور بالألم بعد صعود درجة واحدة فقط. وفي هذه الحالة يكون من الحكمة التفكير في الخضوع لعملية جراحية.
ويقول الدكتور لي: «في حالة الشخص الذي لديه لويحات دهنية مستقرة، يعتمد الوقت المناسب لإجراء العملية إلى حد كبير على مدى تأثير آلام الصدر على حياته، حيث سيختلف جواب شخص مسن قليل الحركة عن جواب شخص يلعب التنس كل يوم، وهذا يستلزم اتخاذ قرار تقديري، كثيرا ما يكون صعبا».
* «رسالة هارفارد للقلب»، خدمات «تريبيون ميديا»
* لويحات الترسبات المستقرة وغير المستقرة
* إن اللويحات plaques هي ترسبات دهنية في داخل الشرايين، ويمكن أن تكون صلبة (مستقرة) أو هشة (غير مستقرة). وتبدأ اللويحات بالتكون عندما يترسب الكولسترول منخفض الكثافة والمسمى «الكولسترول السيئ» على جدران الأوعية الدموية (الشرايين التاجية) التي تغذي القلب. يستجيب الجسم لهذه الإصابة عن طريق إرسال مجموعات من خلايا الدم البيضاء، مما يؤدي إلى التهاب هذه الأوعية التي تضررت، وهنا تصبح اللويحات نتوءا هشا ذا بطانة ناعمة لا تختلف كثيرا عن قلب البثرة.
تتجلى الأعراض غير مستقرة الإصابة في وجود رواسب دهنية (لويحات غير مستقرة) تؤدي إلى تصلب الشرايين. وتكون هذه اللويحات غير المستقرة، التي تغطي جدران الأوعية الدموية الناعمة بغشاء رقيق وهش، عرضة للتفكك. وعندما تتمزق اللويحات غير المستقرة، تتسرب محتوياتها إلى مجرى الدم لتؤدي إلى حدوث تجلط يمنع تدفقه، الأمر الذي يحدث بشكل مفاجئ ألما في الصدر يتزايد (ذبحة صدرية غير مستقرة) أو نوبة قلبية.
ويقول الدكتور لي: «يمكن للعلاج بالعقاقير الحديثة أن يقلل من احتمالات تسبب اللويحات في التهاب وتحولها إلى لويحات غير مستقرة».