فنان مصري راحل، يُطلق عليه لقب “العندليب الأسمر”، اسمه الحقيقي “عبد الحليم على شبانه”,
ولد يوم 2 يونيو عام 1929م في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، هو الابن الأصغر بين أربعة إخوة،
توفيت والدته بعد ولادته بأيام كما توفى والده قبل أن يتم عامه الأول، فانتقل للعيش مع خاله الحاج “متولي عماشة”.
علي الرغم من عدم زواج “حليم” طوال حياته إلا انه صاحب أشهر قصة حب مع فتاة في غاية الجمال,
لم يشاهدها سوى “مجدي العمروسى” الذي قال عنها أنها صاحبه أجمل عيون رآها في حياته،
ولكن لم يعلم أحد بهذه القصة إلا بعد وفاته، كما انتشرت الكثير من الأقاويل حول زواجه سراً من الفنانة “سعاد حسنى”.
تجلى حب العندليب الأسمر للموسيقى والغناء منذ طفولته، وأصبح رئيساً لفرقة الأناشيد المدرسية،
ثم التحق بقسم التلحين في معهد الموسيقى العربية عام 1943م وهناك التقى بالفنان كمال الطويل الذي كان يدرس في قسم الغناء والأصوات.
في عام 1948م رُشح العندليب للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج،
لكنه ألغى سفره وعمل لمده 4 سنوات كمدرس للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيراً بالقاهرة،
ثم قدم باستقالته من التدريس والتحق عام 1950م بفرقه الإذاعة الموسيقية كعازف على آله الأبواه.
اكتشف الإذاعي “حافظ عبد الوهاب” موهبة حليم الفنية وسمح له باستخدام اسمه “حافظ” بدلاً من شبانه،
وفي عام 1951م بدأ “عبد الحليم حافظ” مشواره الفني الحقيقي بعد أن حصل علي إجازة الإذاعة عقب تقديمه قصيدة “لقاء”
من كلمات صلاح عبد الصبور وألحان كمال الطويل.
علي الرغم من رفض الجمهور لذلك اللون الجديد من الغناء الذي قدمه عام 1952م من خلال أغنية “صافيني مرة”،
إلا أنه أصر على استكمال مشواره الغنائي وقدم مجموعة من الأغنيات المتميزة التي لاقت قبولاً واسعاً،
وعندما أعاد غناء “صافيني مرة” خلال حفل إعلان الجمهورية عام 1953م حققت نجاحاً كبيراً.
تعاون “حليم” خلال مشواره الفني مع مجموعة من كبار الملحنين والكتاب، أمثال “
محمد الموجي - كمال الطويل - بليغ حمدي – محمد عبد الوهاب”، و”عبد الرحمن الأبنودي – نزار قباني – صلاح عبد الصبور”.
ومن أبرز أغانية التي بلغت حوالي 231 أغنية:
يا قلبي يا خالي” و”يا حلو يا أسمر” و”حلو وكداب” و”ظلموه” و”رسالة من تحت الماء”
و”قارئه الفنجان” و”كامل الأوصاف” و”موعود” و”لست أدري” و”فاتت جنبنا” و”جبار”.
كما تميز العندليب بأغانيه الوطنية التي أشعلت لهيب الثورة والحرب وأشادت بانجازات الرئيس الراحل “عبد الناصر”،
ومنها “ابنك يقولك يا بطل” و”حكاية شعب” و”أحلف بسماها” و”عاش اللي قال” و”المركبة عدت”
و”عدى النهار”، بالإضافة إلى أوبريت “الوطن الأكبر”.
لم تقتصر موهبة الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ” على الغناء فقط، بل امتدت إلي التمثيل وقدم
عدد من الأفلام السينمائية التي زادت من شهرته كما ساهمت في تأريخ أعماله، ومن أبرزها “
لحن الوفاء” و”أيامنا الحلوة” و”موعد غرام” و”الوسادة الخالية” و”حكاية حب” و”الخطايا” و”معبودة الجماهير” و”أبي فوق الشجرة”.
في يوم 30 مارس عام 1977م “توفي الفنان عبد الحليم حافظ” في لندن عن عمر يناهز الثمانية والأربعين عاماً
بعد صراع طويل مع المرض, حيث عانى كثيراً من تليف في الكبد بعد إصابته بالبلهارسيا,
و لم يكتشف حليم ذلك إلا عام 1956م عندما أصيب بنزيف في الكبد.
رحم الله عبد الحليم حافظ واسكنه فسيح جناته