Nour Gihane
| موضوع: تنشر «الموعد» الحلقة الثانية من الحديث المسجل الذي أدلى به العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الى محمد بديع سربيه قبل سفره الى لندن ووفاته هناك الأحد 13 أبريل 2014, 9:05 am | |
| تنشر «الموعد» الحلقة الثانية من الحديث المسجل الذي أدلى به العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الى محمد بديع سربيه قبل سفره الى لندن ووفاته هناك ترى ماذا قال العندليب عن مرضه وآلامه وفترة علاجه؟* * * * * * * * * * * *كتب محمد بديع سربيه: عام 1977الحديث مع عبد الحليم طال كثيراً، ويدور شريط الكاسيت من جديد، وأسمع صوت العندليب بأذني وأتمثّله وكأنه أمامي..و«المرض» هو أبرز ما في حياة عبد الحليم الشخصية، ومن هنا، فإن سؤالي له كان عنه أيضاً، وأقول له:• طبعاً هناك ريجيم خاص في الأكل تسير عليه، ولكن ما هي المآكل المحرمة عليك؟ابتسم عبد الحليم بمرارة وقال:- كل أكلة حلوة أنا محروم منها، وهذا ليس بجديد عليّ، فأنا منذ عام 1954 لا أتناول سوى المآكل المشوية أو المسلوقة، وأنا راضٍ بهذا وأحمد الله على أنه لم يحرمني تماماً من نعمة الأكل، وفي بعض الأحيان كانت نفسي تهفّ على أكلة ممنوعة، فأغامر وألتهمها وأخالف أوامر الطب والأطباء ولكنني بعد الأزمة القاسية التي فاجأتني وأنا في الرباط في صيف 1973 لم يعد هناك من مجال لأترك العنان لشهيتي ولو مرة واحدة. صار محتّماً عليّ ألّا أتناول سوى الأكل المسلوق فقط.. وإلا..قلت له:• حليم. هل مرّت بك فترة من فترات المرض شعرت فيها باليأس؟وكانت نبرات الألم تمتزج في صوته بنبرة التفاؤل وقال:- آه. لقد وصلت مرة الى أكثر من اليأس، بل انني شعرت باقتراب النهاية، ولقد مرّت عليّ أربعة أيام، كان يدخل خلالها الأصدقاء الى غرفتي في المستشفى فلا أعرفهم، وما كنت بقادر على أن أميّز ملامح أي منهم..سألته:• متى كان ذلك؟أجاب:- عندما فاجأني النزيف الحاد وأنا في الرباط ويومها لا أستطيع أن أصف لك ما الذي فعله ملك الغرب معي. إنه كان بالنسبة لي أكثر عطفاً من الأهل. والشعب أيضاً في المغرب كانت قلوب أبنائه معي. وكثيرون حملوا الذبائح للمشايخ وهم يبتهلون الى الله أن أشفى. إن جلالة ملك المغرب كان عطوفاً، ورؤوفاً، وقلباً كبيراً يغدق عليّ كل الحنان. ولقد قال لي يومها بأن عهداً يقطعه على نفسه بأن تقدّره العناية الإلهية على بذل كل جهد للتغلب على المرض الذي أعاني منه.وأسأل عبد الحليم حافظ:• هل يكلّفك المرض كثيراً؟أجاب:- كثيراً جداً. إنه يكلفني ما أكسبه من عملي الفني. صحيح إن جلالة الملك الحسن، أطال الله عمره، قد تكفّل بكل مصاريف علاجي في المستشفى الذي نقلت اليه في الرباط، ولكن هناك نفقات خاصة بي لا أستطيع إلا أن أتحملها، كنفقات طبيبي الخاصة وسكرتيرتي، وأهلي، وأجور الأطباء الذين يشتركون في كل «كونسلتو» لدراسة حالتي، كل هذا أتكفل به أنا، ولقد أعانني الملك الحسن كثيراً، وكان كريماً معي الى أبعد حد، كما هو كريم في مساعدة جميع الناس. وهنا لا بد من أن أتذكر أن أجرة الغرفة في المستشفى الذي نزلت فيه في باريس كان يومها ثلاثمائة فرنك لليلة الواحدة، وهذه الأجرة للنوم فقط دون العلاج والأطباء..ومازحاً، سألت عبد الحليم:• لو أن الله منّ عليك بالشفاء، فما هو أول شيء تعمله، وأول أكلة تسارع الى تناولها؟وقال عبد الحليم:- يا رب يحصل وأشفى من المرض، وعلى العموم فإن أول ما أفعله إذا شفيت هو أن أزور أضرحة أولياء الله، وأحجّ الى بيت الله الحرام، وأبتهل الى الله وأنا في الكعبة الشريفة أن أبقى عبد الحليم حافظ القادر على الغناء وعلى إسعاد الناس ولو للحظات بسيطة. أما أول أكلة أتناولها فهي أية واحدة من المآكل الشهية التي حُرمت منها طوال حياتي، ومنها أية أكلة مليئة بالصلصة..وأنتقل مع عبد الحليم من حديث المرض الى حديث الحب..وأسأل العندليب الأسمر:• أنت يا حليم أحسن مطرب غنى للحب، وبإحساس عميق. والسؤال الذي يخطر لي هو: هل يمكن لك أن تغني للحب بهذا الإحساس دون أن تكون قد أحببت فعلاً؟يجيب العندليب:- طبعاً غير معقول أن أغني للحب دون أن أحب.. وأنا فعلاً أحببت، عشت قصة حب طويلة أيام زمان، ولكن القدر مع الأسف لم يمهلني لأسعد بهذا الحب. فحدث معي نفس ما حدث في قصة فيلم «لاف ستوري» وأخذ مني حبيبتي..وأسأله:• والآن؟يقول:- الآن أنا أحب فعلاً، وأرجو أن يعيش هذا الحب..وأسأله:• وتكتم هذه القصة في صدرك؟يجيب:- الحب في رأيي أجمل ما فيه أن يكون سراً. وعندما يعلن فلا بد أن يكون هناك زواج. وأتمنى أن أصل الى اليوم الذي أعلن فيه حبي وزواجي.وأسأله:• وعموماً، هل انه كان للمرأة تأثير على حياتك كفنان؟وكان الرد:- طبعاً. أنا أغني الحب لكل الناس، ولكن للمرأة أكثر شوية، لأن المرأة تثير الإلهام بطبيعتها ورقتها ونعومتها.وسؤال آخر:• قيل إنك عشت قصة حب في بيروت؟وجوابه على هذا السؤال:- غير صحيح، وأنا أعتقد أن الحب هو شيء أكبر وأهم من أن نصادفه في الطريق، أو أجده في المطار مثلاً، وأنا لا تزيد مدة زياراتي للبنان عن أسبوع في كل زيارة، فهل سأحب في هذه الفترة القصيرة..قلت:• معنى هذا انك لا تؤمن بالحب الذي هو من أول نظرة؟أجاب:- يمكن الاستلطاف من أول نظرة، معلهش، ولكن الحب لا بد أن يأخذ بعض الوقت.ولأخرج به الى حديث أخف وطأة، أسأله:• هل حدث مرة أن تجاهلتك سيدة في مجتمع عام؟ضحك وقال:- قد أكون صادفت سيدة تجاهلتني ولكنني لا أشعر بالغيظ منها، لأنها قد تكون مشغولة بحب رجل، ومخلصة له بحيث لا تستلطف سواه..وقلت له:• ولو شعرت بأن تجاهل السيدة لك مقصود؟قال:- إذا تجاهلتني أية سيدة في مجتمع عام بشكل مقصود فمعنى هذا أنها واخدة بالها مني قوي!وضحكنا، وعدت أسأل عبد الحليم:• وهل تذكر أول قبلة في حياتك.. لامرأة!ابتسم وأجاب:- طبعاً، وهي قبلة لا تُنسى. ولكن ليس بالضرورة أن تكون قبلة حب..وأسأله:• هل تحنّ الى قبلة من امرأة ما؟ويقول:- القبلات ألوان، ولكل واحدة منها طعم. هناك مثلاً سيدة تقبّلها مرة ولا تحب أن تقبّلها بعد ذلك، وقد تتذوق قبلة من سيدة أخرى، تتمنى أن تظل تقبلها طوال حياتك!وأعود الى سؤال:• الزواج.. إنه يخطر لك طبعاً كما قلت لي..فيقول:- فعلاً. إن الزواج في بالي وتفكيري. إنه نصف الدين، ولكن إتمام هذا الزواج ليس في يدي، بل في يد الله. ربما كان مكتوباً لي أن أتزوج وأنجب أولاداً، وربما يكون مقدراً لي ألا أتزوج أبداً.. هذا شيء في عالم الغيب.وأسأل:• المهم. هل إن الزواج هو من آمالك؟بل هو، كما يقول العندليب:- منتهى أملي..ويا ريت ألاقي نفسي «زوجاً وأباً» في وقت قريب!والحديث يطول.. والشريط ما زال يدور على جهاز الكاسيت.. والى الجزء الثالث والأخير من الحديث..«محمد بديع سربيه»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|