منتديات عبد الحليم حافظ عندليب الحب للفن والابداع

آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه 101033738


آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه 813984693
منتديات عبد الحليم حافظ عندليب الحب للفن والابداع

آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه 101033738


آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه 813984693
منتديات عبد الحليم حافظ عندليب الحب للفن والابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلبوابه المنتدىأحدث الصوردخول


 

 آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Nour Gihane

Nour Gihane


انثى


آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه Empty
مُساهمةموضوع: آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه   آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه Emptyالأحد 13 أبريل 2014, 9:35 am


* مللت من المرض ولكني أصبحت أغلّف حياتي بالفلسفة

* بسبب المرض لا أعمل إلا شهراً أو شهرين من السنة

* أقرأ الصحف وأستمع الى الراديو وأنا في المستشفى

* أقرأ الصحف وأستمع الى الراديو وأنا في المستشفى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



تنشر «الموعد» في «شارع النجوم» مجموعة من المقالات التي كتبها رئيس تحرير «الموعد» الراحل محمد بديع سربيه، وهي لا تتبع التسلسل الزمني، بل تتنوع مواضيعها ومضمونها مع تنوّع النجوم الذين رووا ذكرياتهم وتحدثوا ومشوا في «شارع النجوم».
-----------------------------------------------
عد مرور أكثر من سبعة وثلاثين عاماً على رحيل عبد الحليم حافظ ما زال ساكناً في قلوب الملايين الذين عاصروه وعاشوا معه أحلى لحظات الطرب أو الذين ولدوا بعد وفاته ولكنه استطاع بإحساسه وحلاوة صوته أن يكون المطرب الذي يحتل المرتبه الأولى في نسبة الاستماع الـى أغنياته أو الحديث عنه في مواقع التواصل الإجتماعي وفي ذكرى رحيله تنشر «الموعد» آخر حديث صحفي كان له مع رئيس تحرير «الموعد» الراحل محمد بديع سربيه الذي كان من أطلق عليه لقب العندليب الأسمر وهو اللقب الذي انتشر واشتهر حتى أصبح أحياناً كثيرة بديلاً عن اسمه... الحديث تم تسجيله ويمتد على مدى ثلاث حلقات, ترى كيف كان يفكر؟ بماذا كان يشعر؟ قبل وفاته فلنكتشف ذلك معاً..


❊ ❊ ❊

كتب محمد بديع سربيه عام 1977:

على امتداد حياتي الصحفية كنت دائماً اعتمد فقط على الذاكرة في حفظ الأحاديث الصحفية، ولا أذكر أنني فعلت يوماً ما يفعله الجيل الحاضر من الصحفيين، وهو تسجيل أي حديث صحفي على شريط كاسيت مما يخّفف عن ذاكرتهم أعباء الحفظ، وأيضاً يريح أيديهم من حمل القلم لكتابة ما يسمعونه.
ولكن، مرة واحدة وجدت نفسي أحمل جهاز «الكاسيت» وأضعه بيني وبين العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ لأسجل حواراً بيني وبينه، ولم أكن أدري أن هذا الحوار سوف يكون آخر كلام أسمعه من الفتى الأسمر الذي احتضنته «الموعد» منذ اللحظات الأولى لولادته الفنية، وكانت ترى في شخصيته صورة الجيل العربي الذي ولد في خضم المعاناة، والقلق والحيرة إزاء ما يريد ان يكونه وبين ما هو عليه فعلاً.
وأتذكر، وأنا افتقد الآن عبد الحليم في كل مكان أذهب اليه، الحوار الطويل الذي دار بيني وبينه، وأتساءل: لماذا سجلت حديثه معي على شريط كاسيت ؟! هل لكي يكون صوته في الكلام بمثابة ذكرى عزيزة أحتفظ بها، وهل كان عندي شعور بأن عبد الحليم حافظ سوف يرحل، وأن حديثه سوف يكون المتعة الوحيدة لي عندما أتوق الى سماعه، أو الى إيهام النفس بأنه ما زال هنا في هذه الدنيا.
وأدير الشريط، وأسمع الحوار من أوله.
لقد كان أول سؤال وجهته الى عبد الحليم حافظ هو:
• هل مللت من المرض والرقاد على السرير؟!
أجاب بصوته الحزين:
- والله، ما اقدرش اقول إنني لم أملّ من المرض، ولكن من كثرة رقادي في الفراش، أصبحت أغلّف حياتي بالفلسفة، وأجعل من الفترات التي أمضيها في الفراش فترات استعرض فيها أخطائي، وعلاقاتي وأتأمل علاقاتي مع الناس، وأتذكّر كيف أنني عندما أمرض كنت أجد أكثر الناس حولي وعندما تطول فترة المرض ينفضّ هؤلاء من حولي شيئاً فشيئاً، فلا أعود أجد أمامي سوى الناس المخلصين فعلاً، ولكن، وعندما يضيق صدري بالمرض، أعود وأردّد المثل القائل بأن من يرى مصائب الناس تهون عليه مصيبته. ذلك أنني من كثرة ما أقمت في المستشفيات كنت أرى أصعب الحالات وأقساها، فهناك المرضى الذين لا يستطيعون الحركة، أو الكلام، أو الوقوف على أقدامهم، عندئذ أعود أنا وأحمد الله لأنني رغم المرض قادر على الحركة، وباستطاعتي مثلاً أن أمارس عملي وفني ثلاثة أو أربعة أشهر في السنة.
ثم تنهد العندليب وقال:
- طبعاً، لازم أفلسف حياتي وإلا كان مصيري ... الضياع!
وتركت عبد الحليم حافظ يستريح لحظة ثم قلت له:
• ما هو تاثير الأزمات الصحية على نفسيتك؟
فأجاب، وكان يداعب حبات المسبحة بيديه:
- لا أُنكر أن الأزمات تُتْعبني نفسياً خصوصاً وأنها تجمد نشاطي الفني، وترغمني على أن أؤجل أعمالاً فنية كثيرة لي. ولكن هنا أيضاً أحاول أن أفلسف الأمور، وأجد فيما يحدث لي بمثابة رد قاطع على هؤلاء الذين يقولون بأن عبد الحليم يقف في وجه المواهب الجديدة، ويمنع ظهورها. وأنت يا أستاذ بديع تعرفني منذ أكثر من عشرين سنة، ثم هل إن الإذاعة هي ملك لي ورثته عن والديّ الفقيدين؟
ويسكت لحظة ثم يضيف:
- إن الذين يتهمونني بذلك لا يضعون في الحساب أنني لا أعمل في السنة كلها أكثر من شهر أو شهرين ثم أترك الساحة خالية لسواي في الشهور الباقية، بل لقد جاءت عليّ فترة غبت فيها عن القاهرة عشرة أشهر متوالية ولم أجئ اليها سوى لمدة عشرين يوماً في شهر رمضان المبارك حيث سجلت حديثاً قصيراً للتلفزيون عن زميلي الراحل الفنان محمد فوزي.
ثم يقول:
- على أية حال، إن الفلسفة تزيل من نفسي أثر الأزمات الصحية، والكلام الذي أسمعه، لولا أنني أتمنى أن أكون انساناً سليماً، كما كنت في أول حياتي، لا لأعاكس المواهب الجديدة وأقف في وجهها، بل لكي أقدّم أغنيات أكثر، وأفلاماً أكثر، ولكي أسعد الناس.
وأسأل العندليب:
• هل استطعت أن تحدد وضعك الصحي من خلال التحليلات التي أجريت لك في الولايات المتحدة، وباريس، ولندن؟
وببساطة كلية، وبهدوء أعصاب بالغ، وصف عبد الحليم حالته الصحية فقال :
- الوضع الصحي بالنسبة لي كويس مش كويس، يعني التحليلات التي أجريتها تقول إن صحتي في تحسن، ولكن ما زالت هناك الدوالي التي تنزف نتيجة للتليّف في الكبد، وهذه الدوالي هي التي أعالج منها بالحقن. وانا أقول الآن بأن العلاج يسير في طريقه الأحسن، وكل ستة أشهر أحضر الى لندن لاخذ حقناً ضد الدوالي من داخل المعدة، والمشكلة التي تواجهنا هي أن هذه الحقن تؤدي الى إقفال الدوالي ولكنها تعود وتظهر في مكان آخر، وكل ما نعمل لأجله هو أن نبعد هذه الدوالي عن منطقة البلعوم.. وعندئذ لا تعود تشكل أي خطر. وأنا أعتقد أن علاج الدوالي سوف يستمر عاماً أو عامين، وإن كنت الآن سوف أقدر على العمل وعلى إحياء الحفلات وتسجيل الأغاني.
وأسأل عبد الحليم:
• كيف تقضي أيامك ولياليك وأنت في المستشفى؟
أجاب:
- تمر أيامي في المستشفى ببطء، ولكن أحاول أن أقتل الفراغ بقراءة الصحف والمجلات العربية التي تصل اليّ، وأحمل معي الى المستشفى جهاز راديو، أستمع من خلاله الى الإذاعات العربية، ثم إن المدة التي أقضيها في السرير لأخذ الحقن هي ثلاثة أسابيع، ولكن بعد الأسبوع الأول يسمح لي بالخروج، والذهاب الى السينما مثلاً، على شرط أن أكون في السرير عند التاسعة مساء على الأكثر .
وسألته مداعباً:
• طبعاً، تعودت على رؤية الأطباء فبماذا يوحي لك منظرهم؟
قال :
- فعلاً، رأيت في السنين الأخيرة مئات الأطباء ورؤيتي لهم تبعث في نفسي الراحة، يعني بينى وبين نفسي أطمئن أنه لو حدث لي أي شيء، فإن اليد الأمينة التي تمتد اليّ بالعلاج هي على مقربة مني، وأن الطبيب سوف يسارع الى نجدتي.
ويستمر العندليب في الكلام:
- وهنا اتذكّر اللوم الذي يوجهه اليّ البعض لأنني أطيل السهر .
فالواقع إن سهري الطويل هو عندي نوع من الخوف. نعم أعترف بأنني أخاف من أن أكون وحدي في الليل، وأقتنع دائماً بما يقال في الأمثال بأن النهار له عيون. يعني أنا أخاف أن يحدث لي شيء ليلاً، لأن الناس من حولي يكونون مستغرقين في النوم.. مثلاً لو أصبت بالنزيف نهاراً فإن الطبيب يحضر اليّ في خلال نصف ساعة بينما هو لا يحضر في خلال ساعتين إذا ما طلبته في الليل!
وأقول للعندليب:
• لقد فتحت الموضوع بنفسك، فإن أصدقاءك وجمهورك يلقون عليك باللائمة دائماً ويقولون إنك لو لم ترهق نفسك لما وصلت الى هذه الحالة الصحية التي أنت الآن عليها .
ويفكر عبد الحليم لحظات ثم يقول :
- لست أبرئ نفسي أو أقول بأنني لم أخطئ في ذلك، ولكن عندما أفكر في الأمر أرى بأن هذا الخطأ هو من تأثير الأزمة النفسية التي أعيشها.. ثم إن السهر الطويل أعوضه أنا بالنوم نهاراً.. وأنت كثيراً ما تجيء الى القاهرة يا أخي بديع وتسأل عني في السادسة مساء فيقولون لك في البيت إنني نائم، وأنا أكون قد نمت في الخامسة صباحاً، أي أن مدة نومي اليومية لا تقل عن أثنتي عشرة ساعة.. من هنا ترى أنني لا أرهق نفسي كثيراً، وإنما فقط أمارس عملية هروب من واقع أجده في الليل مفزعاً أكثر من النهار .. أضف الى هذا كله إنني أحب الناس.
وضحك قائلاً:
- والناس طبعاً مش فاضيين لعبد الحليم بالنهار.. وعشان كده ما اقدرش أشوفهم إلا بالليل.
وقلت له:
• إذن، أنت متمسك بالسهر الى الصباح في كل يوم؟
أجاب والتأثر باد على وجهه:
- لا، لقد بدأت الآن أتحرر من عقدة الخوف، لقد وصلت الى اقتناع بأنه لا أحد يقدر على الهرب من قدره، وهذا الاقتناع يجعلني أستريح نفسياً، وسوف أحاول أن انفّذ تعليمات الأطباء وأنام باكراً وحتى أعمالي الفنية سأحاول أن أحددها في مواعيد لا تتعارض مع الموعد الذي سأحدده لنومي، وهو منتصف الليل على الأكثر، إنني عندئذٍ أصحو باكراً.
قلت:
• وترى الشمس!!
فاستمر يقول :
- أرى الشمس في صباها، وأنا فعلاً لم أر الشمس صباحاً منذ عشرين سنة. إنني عندما أصحو بعد الظهر أراها ذابلة، منظرها يختلف عما هو عليه في الصباح حيث تكون مشرقة زاهية وتوحي بالأمل والتفاؤل!
والحديث يطول، وشريط الكاسيت ما زال يدور!
ونتابع كلام العندليب عن أشياء أخرى غير المرض في حلقة قادمة.
«محمد بديع سربيه»
1977



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آخر كلام سمعته من العندليب (الحلقة الأولى)..بديع سربيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عبد الحليم حافظ عندليب الحب للفن والابداع :: العندليب الاسمر :: كل شئ عن عبد الحليم حافظ فى الاعلام والصحف-
انتقل الى: